نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 279
وسئل a عن أكثر ما يدخل
الناس النار فقال:(الفم والفرج)[1]
بل أخبر a أن (المؤمن ليدرك
بحسن خلقه درجة الصائم القائم)[2]
انطلاقا من هذه المنزلة الرفيعة لهذه الفضائل الخلقية سنتحدث في هذا المبحث
عن أمرين مهمين، كلاهما من قواعد هذا الباب وأصوله:
الأول: هو التعرف على حقيقة الخلق وضوابطه، والتي من خلالها يمكن التعرف على
منابعه ومظاهره.
الثاني: هو التعرف على
الطرق التي تنال بها الفضائل الخلقية، والتي من خلال ممارستها يمكن للمربي أن يغرس
هذه الفضائل في النفس.
1 ـ حقيقة الخلق وضوابطه
حقيقة الخلق
لعل أشهر
تعريف للخلق هو أنه (هيئة في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر)[3]، ولعل أول من أطلق هذا التعريف بهذه الألفاظ هو أبو حامد الغزالي[4]، وقد دعاه إلى هذا التعريف، هو تحليله للمكونات التي يصدر منها أي سلوك
أخلاقي، وهي ـ بحسب النظر العقلي ـ أربعة أمور:
الفعل: وهو السلوك الظاهر سواء كان جميلا أو قبيحا، وهذا لا يعتبر بحد ذاته
[4] ويدل على هذا
قوله في إحياء علوم الدين:( اعلم أن الناس قد تكلموا في حقيقة حسن الخلق وأنه ما
هو، وما تعرضوا لحقيقته وإنما تعرضوا لثمرته ثم لم يستوعبوا جميع ثمراته، بل ذكر
كل واحد من ثمراته ما خطر له وما كان حاضراً في ذهنه ولم يصرفوا العناية إلى ذكر
حده وحقيقته المحيطة بجميع ثمراته على التفصيل والاستيعاب ) انظر: إحياء علوم الدين:
3/52.
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 279