نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186
1 ـ البيئة والمحيط التربوي
لا خلاف في
مدى ما للبيئة من تأثير عظيم في التربية ـ سلبا كان ذلك التأثير أو إيجابا ـ ويشير
إلى هذا من القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ
الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا
مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً
فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾
(النساء:97)
فهؤلاء المستضعفين لم يعذروا مع استضعافهم، بل اعتبروا من الظالمين لأنفسهم،
بسبب أن استضعفاهم كان بسبب كسلهم وتثاقلهم إلى الأرض، فقد كان بإمكانهم أن
يهاجروا، ولكنهم لم يفعلوا.
ولهذا، ورد في القرآن الكريم ربط الأمر بالعبادة ببيان سعة الأرض، قال تعالى: ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ
فَاعْبُدُونِ﴾ (العنكبوت:56)، وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ
وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ
حِسَابٍ﴾ (الزمر:10)
وسر ذلك أن البيئة التي تحيط بالإنسان والتي تبدأ بالأسرة لتتعداها إلى كل
ما يحيط به لها تأثيرها الخطير في استقامته أو استقامة من يربيه.
انطلاقا من هذا نحاول أن نذكر هنا بعض المسؤولين في هذه البيئة التربوية،
والسلبيات التي قد تقع منهم، فيقع الأولاد بسببها في الانحراف.
الأسرة
وهي أول ما
يتعرض له الطفل من المؤثرات البيئية، فلذلك كان لاستقرارها واضطرابها التأثير
الكبير على سلوكه.
وقد بحثَت مؤسسة (اليونسكو) في هيئة الأمم المتحدة عن المؤثرات الخارجة عن
الطبيعة في نفس الطفل، وبعد دراسةٍ مستفيضةٍ قام بها الاختِصَاصِيّون قَدَّموا هذا
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186