نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 185
3. الفضائل الخلقية، وكيفية تنميتها وتحصيلها، وهي الهدف الأسمى من هذا
البعد، وقد أخرناها، باعتبارها لا يمكن تحقيقها بدون تحقيق المرتبتين السابقتين.
ونحب أن ننبه هنا إلى أنا أكثرنا من النماذج والأمثلة في هذا الباب،
لأهميتها من جهة، ولتكون نماذج لغيرها من جهة أخرى.
أولا ـ الوقاية من أسباب الانحراف
وهو أول ما ينبغي أن يهتم المربي به، كما يهتم في بداية عمر الصغير بتلقيحه
من كل الأوبئة التي قد تصيبه، لأنه لا يمكنه أن يبني بناء أخلاقيا رفيعا ما دام
هناك من يحمل المعاول لهدم ذلك البناء.
ويشير إلى هذه الناحية المهمة في التربية الأخلاقية خصوصا، بل في سائر
النواحي التربوية قوله a:(مروا أولادكم
بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرِّقوا بينهم في
المضاجع)[1] فقرن الاهتمام
بالتفريق بينهم في المضاجع بالاهتمام بالصلاة نفسها، لأن الصلاة إنشاء وبناء،
والتفريق وقاية من الهدم، والعاقل من يبني، ويقوي البناء، ثم هو يصوب نظره في كل
ناحية مخافة الهدم.
انطلاقا من هذا سنتحدث في هذا المبحث عن أهم أسباب الانحراف وكيفية الوقاية
منها، وقد رأينا من خلال استقراء الواقع أنها تعود إلى سببين كبيرين:
1. البيئة والمحيط بتياراته المختلفة، والأنماط الجديدة للحياة، والتي عزل
على أساسها الوالدان من أن يكون لهما الحظ الأكبر في التربية.
2. وسائل الإعلام المختلفة، والتي صار لها تأثيرها الكبير في التربية سلبا
أو إيجابا.