نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 144
ناره إلى لذة إيمانية عظيمة، يغفل صاحبها بما أعد له من أجر عما يعانيه من
بلاء، كما روي عن امرأة فتح الموصلي، أنها عثرت، وانقطع ظفرها، فضحكت، فقيل لها:
أما تجدين الوجع؟ فقالت: إن لذة ثوابه أزالت عن قلبـي مرارة وجعه)، وقال شريح:(إني
لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي وأحمده إذ
رزقني الصبر عليها وأحمده إذ وفقني للإسترجاع لما أرجو فيه من الثواب وأحمده إذ لم
يجعلها في ديني)
بل أخبر a أن أهل العافية
عندما يعاينون جزاء الصابرين يودون لو كانت الدنيا بلاء محضا، قال a:(يود أهل العافية يوم القيامة
حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض)[1]
ولا بأس أن نذكر هنا بعض أجزية الصبر مما قد يذكر للولد على سبيل الموعظة أو
المعلومة أو الحوار كما ذكرنا في أساليب التربية.
فالله تعالى علّق الفلاح عليه فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:200)، والفلاح هو الفوز الحقيقي الشامل
بخيري الدنيا والآخرة.
وأخبر تعالى أن جزاء الصبر لا حد له ولا حساب، وهو مما يزيد طمع المؤمنين في
التخلق به، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ
بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (الزمر:10)، أي بغير نهاية، لأن كل شيء دخل تحت الحساب
فهو متناه، فما لا نهاية له كان خارجاً عن الحساب.
وقد صور السلف ذلك، فقال الأوزاعي:(ليس يوزن لهم ولا يكال، إنما يغرف