نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143
دار أخرى، لتكون تلك الدار دار السعادات واللذات والكرمات)
وهذا هو الفهم الإسلامي الأصيل لحقيقة الدنيا وحقيقة تعامل الإنسان معها لا
الذي يعتبر الكبد مبررا لجمع أكبر قدر من اللذات الوهمية، لأن اللذات الوهمية تظل
وهمية ولو جمع منها ما لا طاقة للجبال بحمله.
معرفة جزاء الصبر:
انطلاقا من المعرفة السابقة فإن اللبيب هو الذي يستثمر فيما لا بد له منه،
فيغنم أكبر الغنائم من غير أن يخسر شيئا، فما دام الكبد وصفا لازما للدنيا يستوي
فيه السعيد والشقي، فإنه من الشقاء استثمار هذا الكبد في غرس زرع الكبد الدائم،
كما قال تعالى في وصف بعض الكادحين: ﴿ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾ (الغاشية:3)، ثم عقب
عليها بمصير كدحها، فقال تعالى: ﴿ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً﴾ (الغاشية:4)
ولهذا ينهى الله تعالى المؤمنين عن التقصير في طلب العدو، ويعلل ذلك بأنهم
مع عدوهم في الألم سواء، ولكنهم يمتازون عن عدوهم بما يرجون من الله من الأجر مما
لا يرجوه عدوهم، قال تعالى: ﴿ وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ
تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ
مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾ (النساء:104)،
قال ابن كثير:(أي أنتم وإياهم سواء فيما يصيبكم من الجراح والآلام، ولكن أنتم
ترجون من اللّه المثوبة والنصر والتأييد كما وعدكم إياه في كتابه وعلى لسان رسوله a وهو وعد حق، وخبر صدق، وهم لا
يرجون شيئاً من ذلك، فأنتم أولى بالجهاد منهم وأشد رغبة فيه، وفي إقامة كلمة اللّه
وإعلائها)[1]
وبذلك تصف هذه الآية سبيلا من سبل التحقق بالصبر، بل تخفيف الصبر وتحويل