نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 140
بل هو من صفات أولي العزم من الرسل الذين هم قادة الخلق، قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا
صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ (الاحقاف:35)
والصبر كغيره
من العبادات الروحية من الأمور الكسبية التي يمكن للمكلف أن يؤديها ويتخلق بها،
لأن الله تعالى لا يكلفنا بمستحيل لا تستطيعه فطرتنا، وإلا كان ذلك التكليف عبثا،
ولهذا ورد في السنة ما يفيد إمكانية التحقق بالصبر، قال a:(ومن
يتصبّر يصبّره الله)[1]، وهو بذلك كسائر الأخلاق كما قال a في بقية الحديث:(ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن
يغنه الله، وما أعطي عبد عطاء هو خير وأوسع من الصبر)
وسنذكر هنا بعض المعارف التي لها تأثيرها الكبير في التحقق بهذه العبادة
العظيمة:
معرفة حقيقة وظيفة
الإنسان في هذه الدنيا:
وهذه هي المعرفة الأساسية التي تضع الإنسان في محله الحقيقي في هذا الكون،
وبالتالي تبرر سلوكياته فيه، وهي مثل تعرف العامل في المنجم على طبيعة وظيفته التي
تقتضي وجوده في ذلك الجو.
ولهذا يعرفنا القرآن الكريم دائما بحقيقة هذه الحياة الدنيا وأنواع الكبد
والكدح الذي يعانيه الإنسان فيها وما جُبِلت عليه من المشقة والعناء لتكون هذه
المعارف زادا لصبرنا على ما فيها من المشاق، كما قال الشاعر:
*جبلت على كدرٍ وأنت تريدها= صفو من الآلام والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها = متطلب في الماء جذوة نار*
فغاية وجود الإنسان في هذه الدنيا هي الكدح إلى أن يلاقي ربه، قال تعالى:
﴿ يَا