نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 139
وهو علاج الغضب، ولذلك لما خرج يونس u مغاضباً قومه
ابتلاه الله بالحوت، فتعلم الصبر في بطن الحوت، قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ﴾ (القلم:48)
وهو علاج اليأس، لأن اليائس يستعجل حصول الثمرة، ولذلك حذر يعقوب u أولاده من اليأس،
فقال: ﴿ يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا
تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا
الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ (يوسف:87)
وهو مع معجون الشكر علاج عمى القلوب عن إدراك الحقائق، ولهذا ورد في أربع مواضع
في القرآن الكريم الإخبار بأنه لا ينتفع بالآيات إلا أهل الصبر والشكر، لأن
الإيمان نصفان: صبر وشكر، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى
بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ
شَكُورٍ﴾ (ابراهيم:5)، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ
تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (لقمان:31)، وقال تعالى:
﴿ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (سـبأ:19)، وقال تعالى: ﴿ إِنْ
يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (الشورى:33)
وكل ما ذكرنا من ثمار الصبر هي غيض من فيض، فثمرات الصبر التربوية كأجره لا
حساب ولا عد لها، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ
بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (الزمر:10)، فهما أجران أخروي لا نعلم مقداره، ودنيوي
بالثمرات التربوية الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.
ولذلك جعل الله تعالى الصبر من صفات أئمة الهدى، قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا
مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا
يُوقِنُونَ﴾ (السجدة:24)
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 139