نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96
ولهذا اعتبر المجاهر بالمنكر في الشرع أخطر من المسر به
لما يشيعه من المنكرات بجهره ودعوته لها بفعله، قال a:(كل
أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد
ستره الله فيقول: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه فيصبح يكشف ستر الله
تعالى عنه)[1]
بل أخبر a أن من سن سنة
سيئة اقتدى به الناس في فعلها أنه يتحمل جميع أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم
شيئا، قال a:(من استن خيرا فاستن به كان له أجره كاملا
ومن أجور من استن به ولا ينقص من أجورهم شيئا، ومن استن سنة سيئة فاستن به فعليه
وزره كاملا ومن أوزار الذين استنوا به ولا ينقص من أوزارهم شيئا)[2]
بل نص القرآن الكريم، قال تعالى:﴿
لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ
الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ (النحل:25)،
وقال تعالى:﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ
أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾
(العنكبوت:13)
وهذا يبين الأثر الخطير للسلوك السيئ لمن يقتدى به،
فتأثيره لا يتوقف على نفسه، بل يتعداه إلى غيره، وقد قال a:(ما
قتلت نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل)[3]
ولأهمية القدوة، ربى الله تعالى رسله وأدبهم قبل أن
يكلفهم بتبليغ رسالات ربهم، فقال a:(أدبني ربي فأحسن
تأديبي)[4]، وكمثال على ذلك
من الأنبياء ـ صلوات