نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 51
فالأرض التي نعيش عليها والمجموعة الهائلة من النجوم
التي تتراءى لنا تبهر النظر عند التأمل فيها، فتقف النفس أمامها حائرة تسودها
الرهبة، ويسيطر عليها الإعجاب، فتزداد إيمانا بعظمة الخالق.
والقرآن الكريم في كثير من آياته يدعوا الإنسان بأن
يوجه نظره إلى خلق هذا الكون ـ من سمائه وأرضه ـ ويدعوه إلى التفكر في أسراره
ليدعم إيمانه ويطرد الشك من نفسه، كما قال الله تعالى:﴿
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ
وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (يونس:101)، وقال تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي
مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ
عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ
يُؤْمِنُونَ﴾ (لأعراف:185)
وانطلاقا من هذه الأوامر الإلهية يسوق المربي الكثير من
الأمثلة العلمية التي يتعرف المتلقي من خلالها على عظمة الله.
ومن ذلك أن يذكر له ما يقوله علماء الفلك[1] عن الأرض،
وأنها ليست إلا فرداً من أفراد الأسرة الشمسية، والأسرة الشمسية ليست إلا فردا من
أفراد المجموعة المجرية، والمجموعة المجرية ليست إلا فرداً من مجموعة المدن
النجومية التي في الفضاء، ثم إن هناك أيضاً نيازك وشهباً وأقماراً ومذنبات.
ثم ما هو عدد النجوم في مجرتنا وهي ما يطلق عليه (درب
التبانة)وهي التي تنتسب شمسنا وكواكبنا إليها ؟
فإذا نظرنا إلها بالعين المجردة فإن العدد الكلي لهذه
النجوم التي تظهر في نصف الكرة الشمالي أو ما يظهر في النصف الجنوبي ـ لا يزيد على
ستة آلاف.
[1]
انظر هذه المعلومات في « الله والعلم الحديث » لعبد الرزاق نوفل، ط: دارالناشر
العربي الطبعة الثالثة 1393هـ 1973م.
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 51