نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 213
وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ﴾ (النور:2)، قال الكاساني:(والنص وإن ورد في حد الزنى لكن
النص الوارد فيه يكون وارداً في سائر الحدود دلالة ؛ لأن المقصود من الحدود كلها
واحد، وهو زجر العامة، وذلك لا يحصل إلا وأن تكون الإقامة على رأس العامة ؛ لأن
الحضور ينزجرون بأنفسهم بالمعاينة، والغائبون ينزجرون بإخبار الحضور، فيحصل الزجر
للكل)[1]
الفحش والسب وبذاءة اللسان:
وهو تغليظ القول عن طريق ذكر الأمور المستقبحة
بالعبارات الصريحة، قال ابن عباس :(إن الله حيـي كريم يعفو ويكنو، كنى باللمس عن
الجماع)، فالمسيس واللمس والدخول والصحبة كنايات عن الوقاع وليست بفاحشة.
قال الغزالي:(وهناك عبارات فاحشة يستقبح ذكرها ويستعمل
أكثرها في الشتم والتعيـير، وهذه العبارات متفاوتة في الفحش وبعضها أفحش من بعض.
وربما اختلف ذلك بعادة البلاد وأوائلها مكروهة وأواخرها محظورة وبـينهما درجات
يتردد فيها، وليس يختص هذا بالوقاع، بل بالكناية بقضاء الحاجة عن البول، والغائط
أولى من لفظ التغوّظ.. فإن هذا أيضاً مما يخفى وكل ما يخفى يستحيا منه، فلا ينبغي
أن يذكر ألفاظه الصريحة فإنه فحش)[2]
وهذا مما شاع، فصار يتهاون به، وهو مما رفع الحرمة
والحياء بين المسلمين، وهو مذموم ومنهي عنه، ومصدره ـ كما يذكر الغزالي ـ هو خبث النفس
ولؤمها.
وقد اتفق على تحريمه العقل والشرع والطبع، قال المناوي
في تعريفه:(وهو اسم لكل ما يكرهه الطبع من رذائل الأعمال الظاهرة كما ينكره العقل
ويستخبثه الشرع فيتفق