نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
أكبر وسائل نشره والدعوة إليه والحض على الثبات عليه،
ومثله قوله a:(إن الدال على
الخير كفاعله)[1]،
فالشاكر على الخير مقر به دال عليه، فلذلك اعتبر مساويا للفاعل له.
بل إن الشخص قد يشكر على القليل، فيدعوه ذلك لبذل
الكثير، بل قد يشكر على ما لم يفعله، فيجد نفسه مسارعا لفعله، بل قد
يشكر على شيء معلقا على شيء، فيسرع إلى رفع التعليق ليستوفي الشكر كاملا، ولهذا
لما قال a:(نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)قال
سالم مبينا أثر هذا القول في سلوك ابن عمر :(فكان عبد الله، بعد ذلك، لا ينام من
الليل إلا قليلا)[2]
وقد اعتبر الشعراني هذا الأدب الرفيع في التعامل من
العهود التي تلقتها الأمة عن رسول الله a، فقال:(أخذ علينا
العهد العام من رسول الله a أن نشكر كل من
أسدى إلينا معروفا ونكافئه على ذلك ولو بالدعاء أدبا مع الشارع في أمره لنا بذلك)
ويتأسف على التقصير في هذا العهد، وتأثير ذلك التقصير،
فقال:(وقد كثرت الخيانة لهذا العهد من غالب الناس، حتى صرت تربي اليتيم إلى أن
يصير له أولاد ولا يتذكر لك نعمة ولا يحفظ معك أدبا، وصار من وقع له ذلك يحذر من
يريد يفعل مثله مع الناس، فبتقدير أن المنعم من أولياء الله تعالى لا يلتفت إلى
شكره، فالمنعم عليه لا يستحق ذلك)
ومن أهم المخاوف التي قد تحصل من هذا النوع من أنواع
الجزاء الغرور الذي قد يجعل الشخص يتصور نفسه ولي النعمة ومفيضها لا واسطتها وسببها،
وهذا يتنافى مع التوحيد، أو يجعله ينتظر كل حين أن يشكر على ما بذل، بل قد يستحلي
الثناء، فيحب أن يحمد على ما لم يفعل، فيجره ذلك إلى الرياء وطلب السمعة، وهو ما
يتنافى مع