نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 369
خلاف ما أمر الله تعالى به من
قوله:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ
بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ
﴾(النساء:29) ولا يتحقق ذلك في مال اليتيم. فقوله:﴿ وَمَنْ كَانَ
غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ ﴾ (النساء:6)يرجع إلى أكل مال نفسه دون مال
اليتيم. فمعناه ولا تأكلوا أموال اليتيم مع أموالكم، بل اقتصروا على أكل أموالكم،
وقد دل عليه قوله تعالى:﴿ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى
أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً﴾ (النساء:2)وبان بقوله
تعالى:﴿ وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً
فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ (النساء:6)الاقتصار على البلغة، حتى لا
يحتاج إلى أكل مال اليتيم؛ فهذا تمام معنى الآية. فقد وجدنا آيات محكمات تمنع أكل
مال الغير دون رضاه، سيما في حق اليتيم. وقد وجدنا هذه الآية محتملة للمعاني،
فحملها على موجب الآيات المحكمات متعين)[1]
الترجيح:
نرى أن
الأرجح في المسألة هو أن النص يحتمل كل المعاني الواردة، بل لا مانع أن يريدها
جميعا:
فعلى القول
الأول، يكون المعنى جواز الأكل من مال اليتيم بالشروط والضوابط التي سنذكرها .. وعلى
القول الثاني، يكون المعنى التشديد في أكل مال اليتامى، الذي هو الأصل المحكم،
زيادة على أن المعروف الذي نصت عليه الآية قد يتوسع فيه فيتضرر اليتيم بذلك.. وعلى
القول الثالث دلالة الولي على البديل الصحيح عن أكل مال اليتامى.
وهذه المسألة
ترتبط بالمسألة التالية، فينظر إلى تفاصيل أدلتها.
ما هو الأكل بالمعروف:
اختلف
الفقهاء في المراد من الأكل بالمعروف على أقوال كثيرة، منها: