نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29
على ذلك، بل
يحاولون تقنينه وتعميمه، وليس ذلك ببعيد.
ومنها، وهو
أهمها، وربما يكون أكبر أسباب الإجهاض الخوف من آثار الفواحش، وقد زخرت وثيقة
مؤتمر السكان والتنمية بتعبيرات فضفاضة، وعبارات مطلقة، توحي تارة، وتؤكد أخرى على
السماح بالإجهاض في ظل العلاقات المشروعة، وغير المشروعة[1].
أما عن موقف
الشريعة الإسلامية من هذه الدوافع، فإنه عدم الاعتبار لها، فلم يفصل الفقهاء بين
الحمل الشرعي، وغير الشرعي، بل إنهم نصوا على حُرمة الإسقاط للجنين، ولو كان ثمرة
لزنا أو اغتصاب، وقد ورد في السنة ما يؤيد ذلك، ومن ذلك ما جاء عن عمران بن حُصين،
أن امرأة من جُهَيْنة أتت النبي a وهي حُبْلى من الزنا، فقالت: يا نبي
الله، أصبتُ حدًّا فأقمْه عليَّ، فدعا رسولُ الله a
وليَّها، فقال: (أحسنْ إليها، فإذا وضعت فأتني بها)[2]
ويدل على هذا
زيادة على هذا النص الصريح النصوص الدالة على أنه لا تكسب نفس إلا ما فعلت، فليس
لابن الزنا أي ذنب حتى يجهض، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ
إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾(الأنعام:164)
أما العوارض الاجتماعية التي تنتاب
الزانية الحامل من سفاح، كخوف العار، فالمقطوع به أنها تصيب المرأة بالضرر، لكن
الضرر الأشد إجهاض جنين علق برحمها[3].