نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
ولهذا حددت الشريعة أكمل فترة للرضاع
بحولين كاملين[1]، قال تعالى:﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ
أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ
﴾(البقرة:233)، فالآية الكريمة لم تكتف بذكر الحولين بل قيدتهما بالكمال
حتى لا يتوهم أنهما حول وبعض حول، لأن القائل قد يقول: أقمت عند فلان حولين وهو
يريد حولا وبعض حول آخر، كما قال تعالى:﴿ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ
فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ (البقرة:203)، وإنما يتعجل في يوم وبعض الثاني[2].
وصرح في آية
أخرى بأن الفطام يكون بعد سنتين فقال تعالى:﴿ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ (لقمان:14)
وفي هذا دليل
على أن أكمل الرضاع هو سنتان كاملتان، وقد أثبت البحوث الصحية والنفسية في الوقت الحاضر أن فترة عامين ضرورية
لنمو الطفل نموا سليما من الوجهتين الصحية والنفسية، فالطفل في أيامه الأولى، وبعد
خروجه من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة طويلة يحتاج إلى التغذية الجسمية
والنفسية ليعوض ما اعتاده وألفه وهو في وعاء أمه.
[1] أي
إذا كان من عاشر المحرم كان الكمال في عاشر المحرم في مثل تلك الساعة ؛ فإن الحول
المطلق هو اثنا عشر شهرا من الشهر الهلالي، كما قال تعالى:) إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ
اللَّهِ﴾(التوبة:36)
وللفقهاء
هنا قولان آخران هما:
القول
الأول: إذا كان في أثناء الشهر كان جميع الشهور بالعدد، فيكون الحولان ثلثمائة
وستين. وعلى هذا القول تزيد المدة اثني عشر يوما.
القول
الثاني: منها واحد بالعدد، وسائرها بالأهلة. انظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية:
3/369.
[2] وهذا معروف في كلام العرب،
يقال: لفلان عشرون عاما إذا أكمل ذلك، قال الفراء والزجاج وغيرهما: لما جاز أن
يقول: حولين ويريد أقل منهما، قال: ) كاملين ﴾ ليبين أنه لا يجوز أن ينقص منهما. وهذا بمنزلة
قوله تعالى:) تِلْكَ عَشَرَةٌ
كَامِلَةٌ﴾(البقرة:196)، فإن لفظ العشرة يقع على تسعة وبعض العاشر.
فيقال: أقمت عشرة أيام. وإن لم يكملها. فقوله هناك ) كاملة ﴾ بمنزلة قوله هنا ) كاملين ﴾.
نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215