نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 93
نرى أن الأرجح في المسألة هو قول الجمهور، وثبوت الحرمة بالزنا لأنها
ابنته حقيقة وشرعا، أما عدم انتسابها إليه أو عدم إرثها منه، فهو للشك في كونها
منه أو من غيره، ولهذا لما زال الشك في حق أمها لأنها هي التي ولدتها نسبت إليها
وورثت منها.
والسبب الذي جر إلى القول الأول هو تعميم أحكام الميراث
على أحكام النسب، وهما مختلفان اختلافا شديدا، لأن أحكام النسب تتبعض فتثبت من وجه
دون وجه، وهو الذي يسميه بعض الفقهاء (حكما بين حكمين) [1]، فقد وافق أكثر
المنازعين في ولد الملاعنة على أنه يحرم على الملاعن، ولا يرثه، واختلفوا في
استلحاق ولد الزنا إذا لم يكن فراشا على قولين، كما ثبت عن النبي a
أنه ألحق ابن وليدة زمعة بن الأسود بن زمعة ابن الأسود وكان قد أحبلها عتبة بت أبي
وقاص، فاختصم فيه سعد وعبد ابن زمعة،فقال سعد: ابن أخي عهد إلي أن ابن وليدة زمعة،
هذا ابني فقال عبد: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراش أبي، فقال النبي a:(هو
لك يا عبد بن زمعة،الولد للفراش وللعاهرالحجر،احتجبي منه يا سودة) [2] لما رأى من شبهه البين
بعتبة، فجعله أخاها في الميراث دون الحرمة[3].
ويلزم الشافعية بناء على هذا أن لا ينسبوا الفرع من الزنا إلى أمه، وأن
لا يورثوه، لأن الإرث الحلال لا يأتي به الحرام.
وسنأتي لمزيد من التفاصيل المرتبطة بهذه المسألة وأدلتها والمقاصد
الشرعية