نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
إنه
ذلك الذي ضحى بكل شيء، وتحمل الجوع الشديد من أجل نصرة الإسلام، وقد ورد في الحديث
أنه قال: (جئت أنا وصاحبان، لي قد كادت تذهب أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا
نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فما يقبلنا أحد حتى انطلق بنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى رحله، ولآل محمد ثلاث
أعنز يحتلبونها، فكان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يوزع اللبن بيننا، كنا نرفع لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نصيبه، فيجيء فيسلم تسليما
يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم، فقال لي الشيطان: لو شربت هذه الجرعة فإن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يأتي الأنصار
فيتحفونه، فما زال بي حتى شربتها، فلما شربتها ندمني وقال: ما صنعت؟ يجيء محمد a فلا يجد شرابه فيدعو
عليك فتهلك، وأما صاحباي فشربا شرابهما وناما، وأما أنا فلم يأخذني النوم، وعلي
شملة لي إذا وضعتها على رأسي بدت منها قدماي، وإذا وضعتها على قدمي بدا رأسي، وجاء
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم كما
كان يجيء فصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم نظر إلى شرابه فلم ير شيئا فرفع يده، فقلت:
تدعو علي الآن فأهلك، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (اللهم أطعم من أطعمني، واسق من سقاني)، فأخذت
الشفرة وأخذت الشملة وانطلقت إلى الأعنز أجسهن أيتهن أسمن كي أذبحه لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فإذا حفل كلهن،
فأخذت إناء لآل محمد a كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه فحلبته حتى علته الرغوة، ثم أتيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فشرب ثم ناولني
فشربت، ثم ناولته فشرب، ثم ناولني فشربت، ثم ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض، فقال لي:
(إحدى سوآتك يا مقداد)، فأنشأت أحدثه بما صنعت، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ما كانت إلا رحمة
من الله عز وجل، لو كنت أيقظت صاحبيك فأصابا منها)، قلت: والذي بعثك بالحق، ما
أبالي إذا أصبتها أنت وأصبت فضلتك من
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79