responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 39

فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (إني لم أومر بهذا)[1]

وقد أخبر القرآن الكريم عن تلك الطلبات الكثيرة التي كانت تأتي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم تدعوه لإباحة قتال المعتدين، ومنها قوله تعالى في عتاب الذين قصروا بعد أن أمروا بالقتل مع أنهم كانوا يطلبونه: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 77]

وقد حدث ابن عباس عنهم، فقال: أتى عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بمكة، فقالوا: يا نبي الله، كنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة، فقال a: (إني أمرت بالعفو، فلا تقاتلوا القوم)، فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال، فكفوا، فأنزل الله: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ [النساء: 77]) [2]

وهكذا، وبعد أن ضاقت نفوسكم، واشتد أذى أعدائكم، وتوهموا أن صفحكم وسلامكم ليس ناتجا عن تنفيذكم لوصايا ربكم، وحفاظكم على قيم الدين، وإنما هو ناتج عن ضعفكم وجبنكم.

بعد أن حصل هذا، وبعد أن خطط الأعداء لاستئصالكم، حينها فقط أمرتم


[1] تفسير ابن كثير (5/ 434)

[2] سنن النسائي الكبرى برقم (11112) والمستدرك (2/307)

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست