نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 258
أحب أن
ألقى سلمان الفارسي فأسلّم عليه، فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على
عشرين ألفاً، ووجدناه على سرير يسف خوصاً، فسلَّمنا عليه، قلت: يا أبا عبد الله
هذا بن أخت لي قدم عليَّ من البادية فأحب أن يسلم عليك، قال: وعليه السلام ورحمة
الله، قلت يزعم أنه يحبك، قال: أحبه الله)[1]
وروى الحارث
بن عميرة قال: (قدمت إلى سلمان المدائن فوجدته في مدبغة له يعرك إهاباً بكفيه،
فلما سلَّمت عليه قال: مكانك حتى أخرج إليك. قلت: والله ما أراك تعرفني، قال: بلى،
قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك، فإن الأرواح جنود مجنَّدة فما تعارف منها في الله
ائتلف وما كان في غير الله اختلف)[2]
وروى ميمون
بن مِهْران عن رجل من بني عبد القيس قال: رأيت سلمان في سرية وهو أميرها على حمار
وعليه سراويل، وخدمتاه تَذَبذبان، والجند يقولون: قد جاء الأمير، فقال سلمان: إنما
الخير والشر بعد اليوم) [3]وعن رجل من عبد القيس قال: كنت مع سلمان الفارسي وهو أمير على سرية، فمر
بفتيان من فتيان الجند فضحكوا وقالوا: هذا أميركم، فقلت: يا أبا عبد الله ألا ترى
هؤلاء ما يقولون؟ قال: (دَعْهم؛ فإنما الخير والشر فيما بعد اليوم، إن استطعت أن
تأكل من التراب فكل منه ولا تكونن أميراً على اثنين، واتَّقِ دعوة المظلوم والمضطر
فإنها لا تُحجب) [4]
[1]
رواه أبو نُعَيم في الحلية، حياة الصحابة (3/ 346)
[2]
رواه ابن عساكر وأبو نعيم في الحلية، حياة الصحابة (3/ 346)