responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 256

تقصروا عنهما فتهلكوا) [1]

ثمّ أخذ a بيد الإمام علي، ورفعها، ثم قال مخاطبا الجموع الكثيرة التي احتشدت: (أيّها النّاس، من أولى النّاس بالمؤمنين من أنفسهم؟)، فأجابوا: الله ورسوله أعلم، فقال a: (إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه)

وكرر ذلك وأكده، ثم ختمه بقوله: (اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار، ألا فليبلّغ الشّاهد الغائب...)[2]

لقد فهمت ـ سيدي ـ أنت والصحابة المنتجبين من هذا الحديث أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يدل الأمة على الإمام علي، لا للقرابة التي بينهما في النسب، وإنما لكون الإمام علي هو التلميذ الأكبر لرسول الله، والذي لم يغب عنه لحظة واحدة، بل إنه الوحيد الذي ربي في حجره، وبقي معه إلى يوم دفنه، ولذلك كان أكثرهم علما بالدين، وأكثرهم حرصا على تنفيذ كل تعاليمه.

لكنك رأيتهم ينصرفون إلى تلك المقاييس التي تعطي قريشا الحق في تحديد


[1] صحيح مسلم (2408) والترمذي (3788) واللفظ له. وغيرهما كثير.

[2] الشطر الأول من الحديث ـ كما ينص المحدثون ـ: متواتر، نص على تواتره عدد من الحفاظ، وأما الزيادة الواردة في الحديث، وهي قوله a: (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) فهي صحيحة، وقد وردت عن عدد من الصحابة، وصححها عدد من الحفاظ من رواية أنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم، وسعد بن أبي وقاص.. وقد خصص الحافظ ابن عقدة لها مصنفا مستقل، استوعب فيه طرقها، ومثله السيد أحمد بن الصديق الغماري في: (الإعلام بطرق المتواتر من حديثه عليه السلام)، بل إن الإمام أحمد نفسه ذكر في (الفضائل)، والنسائي في (الخصائص)، وابن الجزري في (المناقب)، والهيثمي في (المجمع) روايات كثيرة في الدلالة عليه وعلى معناه.

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست