نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219
a الجن
والإنس)، فقالوا: كيف ذلك؟.. فقلت: كنا مع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فنزلنا
منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: أما إنه سيأتيك على الماء آت
يمنعك منه، فلما كنت على رأس البئر إذا برجل أسود كأنه مرس فقال: والله لا تستقي
اليوم منها فأخذني وأخذته فصرعته ثم أخذت حجرا فكسرت وجهه وأنفه ثم ملأت قربتي
وأتيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: هل أتاك على الماء أحد؟
قلت: نعم فقصصت عليه القصة فقال: أتدري من هو؟ قلت: لا، قال: ذاك الشيطان)[1]
وقد
كنت إلى جانب ذلك مملوءا بكل القيم التي جاء الإسلام للدعوة إليها.. فقد كنت عابدا
زاهدا تقيا صاحب خلق رفيع، وصاحب روح مبادرة لكل عمل صالح، وقد حدث الحكم بن عتيبة
قال: (قدم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم المدينة أول ما قدمها، فقال
عمار بن ياسر: (ما لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بد من أن نجعل له مكانا إذا
استيقظ من قائلته، استظل فيه، وصلى فيه)، فجمع عمار حجارة، فسوى مسجد قباء، فهو
أول مسجد بني، وعمار بناه)[2]
وعن القاسم
بن عبد الرحمن قال: (أول من بنى مسجدا فصلى فيه عمار بن ياسر)
[3]
وبذلك
تكون من أهل قوله تعالى: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ
أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ
يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108]، وبذلك
تكون من أهل كل هذه المكارم من التقوى والطهارة، وبشهادة الله تعالى.