نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 218
لو
ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجرٍ، لعرفت أنا على حق وهم على باطل، وأيم
الله لا يكون سلماً سالماً أبداً حتى يبوء أحد الفريقين على أنفسهم بأنهم كانوا
كافرين، وحتى يشهدوا على الفريق الآخر بأنه على الحق وأن قتلاهم في الجنة وموتاهم،
ولا تنصرم أيام الدنيا حتى يشهدوا بأن موتاهم وقتلاهم في الجنة، وأن موتى أعدائهم
وقتلاهم في النار، وكان أحياؤهم على الباطل)[1]
وهكذا
كنت في مواقفك رمزا للبطولة والشجاعة، لا تحيد، ولا تفر، ولا تتردد، ولا تصيبك
أدران الشبهات، وكيف يحصل لك ذلك، وقد أخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن الإيمان خالط لحمك وعظمك،
فلم يعد للشيطان عليك سبيل.
لقد
حدث ابن عمر عنك، وعن بعض بطولاتك، فقال: (رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة
وقد أشرف يصيح: (يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر، أمن الجنة
تفرون؟ أنا عمار بن ياسر هلم إلي، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب، وهو
يقاتل أشد القتال)[2]هكذا كنت دائما لا تلتفت لما يصيبك من جراحات، لأنك تعلم المصير الذي
ستصير إليه، وتعرف الإله الذي تعبده، والنبي الذي تتبعه، والصراط الذي نذرت نفسك
لتسير فيه، وأنت تحمل راية الدلالة عليه.ولذلك لم تكن تتردد أبدا في أي مواجهة،
ومع أي عدو، حتى لو لم تكن تعرفه، ما دام يعادي الله ورسوله، وقد حدثت عن نفسك،
فقلت: (قاتلت مع رسول الله