نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 213
قتلك
لولا أن الله شاء أن يؤخر ذلك، حتى تصبح شهادتك علما على الهداية، كما كانت شهادة
والديك علامة على السبق للإيمان، والتضحية في سبيله.
لقد
كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يمر عليك وأنت مع أبيك وأمك تعذبان في الله، فيقول:
(صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة)، ويقول: (اللهم
اغفر لآل ياسر، وقد فعلت) [1]
لقد
كنتم حينها أعظم النماذج عن الإيمان، وقد مثلتم
حينها عمليا تلك الآيات الكريمة التي كانت تتنزل على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
والتي يقول الله تعالى فيها: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ
ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا
يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ
يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 4 - 8]
فقد
كان المشركون يستعملون النار لتعذيبكم.. حينها لم تترددوا في الإيمان، من غير أن
تطلبوا تلك المعجزات التي طلبتها قريش حتى تؤمن.. ومع ذلك ظلت على إصرارها وعنادها
حتى رأت رايات النصر قادمة لفتح مكة، حينها ادعى من يعذبوكم أن الإيمان قد خالط
قلوبهم.. كما ذكرت ذلك، فقلت: (والله ما أسلم القوم ولكن استسلموا وأسروا الكفر
حتى وجدوا عليه أعوانا) [2]حينها نسيتم، أو نسيكم أكثر الأمة منشغلين بأولئك المجرمين الذين كانوا
يعذبونكم.. والذين تحولوا في طرفة عين من أعداء الله إلى أولياء الله من غير عمل
عملوه، مع أن الله تعالى قال فيهم: ﴿لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى
أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ
أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا