نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 165
لقد
حدثوا عنك أنك كنت تقول ـ لمن سألك عن سر اهتدائك للإسلام ـ: (يا ابن أخي قد صليت
قبل أن ألقى، رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثلاث سنين)، فقال: لمن؟ قلت: (لله عز وجل)، قال: أين توجهت؟ قلت: (حيث
وجهني الله عز وجل، أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر السحر ألقيت كأني خفاء حتى
تعلوني الشمس)[1]
وهذا
هو معنى الاجتباء والهداية الخاصة التي خص الله بها من شرفهم بالاصطفاء من أصحاب
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. لذلك ما إن سمعت بالإسلام حتى هرعت إليه، لم تتردد، بل كنت من
السابقين على الرغم من بعد دارك، فقد كنت تقول: (كنت رابع الإسلام، أسلم قبلي
ثلاثة وأنا الرابع) [2]
وحدثت عن كيفية دخولك للإسلام، فقلت: (إن
أول ما دعاني إلى الإسلام أنا أصابتنا السنة، فحملت أمي وأخي أنيسا إلى أصهار لنا
بأعلى نجد، فلما حللنا بهم أكرمونا، فمشى رجل من الحي إلى خالي فقال: إن أنيسا
يخالفك إلى أهلك فحز في قلبه، فانصرفت من رعية إبلي فوجدته كئيبا يبكي، فقلت: ما
بكاؤك يا خال؟ فأعلمني الخبر فقلت: حجز الله من ذلك، إنا نعاف الفاحشة، وإن كان
الزمان قد أخل بنا، فاحتملت بأخي وأمي حتى نزلنا بحضرة مكة، فأتيت مكة وقد بلغني
أن بها صابئا، أو مجنونا أو ساحرا، فقلت: أين هذا الذي تزعمونه؟ قالوا: ها هو ذاك
حيث ترى، فانقلبت إليه، فوالله ما جزت عنهم قيد حجر حتى أكبوا علي بكل عظيم وحجر
ومدر فضرجوني بدمي، فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصومت فيه ثلاثين يوما
لا أكل ولا أشرب إلا