نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142
أصحاب
الجابية، اشترط خمسمائة من المسلمين أن لا يرجعوا حتى يقتلوا، فحلقوا رءوسهم ولقوا
العدو فقتلوا إلا مخبر عنهم)، ثم قلت: أنتم أكثر صياما، وأكثر صلاة، وأكثر اجتهادا
من أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وهم كانوا خيرا منكم، قالوا: لم يا أبا عبد الرحمن؟ قال: (هم كانوا أزهد
في الدنيا، وأرغب في الآخرة)
وكنت
تحدثهم عن قول رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (كيف أنتم إذا التبستكم فتنة، فتتخذ سنة، يربو منها الصغير ويهرم فيها
الكبير، وإذا ترك منها شيء قيل: تركت سنة؟)، قالوا: متى ذلك يا رسول الله؟ قال: (إذا
كثر قراؤكم، وقلت علماؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل
الآخرة، وتفقه لغير الله)
وكنت
تحدث عن نفسك، وحفاظك على قيم الدين في هذه الجوانب، وتقول: (والذي لا إله غيره ما
أصبح عند آل عبد الله ما يرجون أن يعطيهم الله به خيرا، أو يدفع عنهم به سوءا، إلا
أن الله قد علم أن عبد الله لا يشرك به شيئا) [1]وكنت
مع ذلك كله ممتلئا بالعبودية والتواضع لله، ولذلك كنت تقول: (لو وقفت بين الجنة
والنار، فقيل لي: اختر نخيرك من أيهما تكون أحب إليك، أو تكون رمادا؟ لأحببت أن
أكون رمادا)،وعندما قال بعضهم أمامك: ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين، أكون من
المقربين أحب إلي، قلت له: (لكن هناك رجل ود لو أنه إذا مات لم يبعث)، ثم بينت سر
ذلك، فقلت: (لو تعلمون علمي لحثوتم التراب على رأسي)[2]
وقد
ظللت على هذا المنهاج تؤدي دورك في نصح المسلمين، ونشر قيم النبوة