نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 130
المؤرخون
يذكرون ذلك: أول من جهر بالقرآن بعد رسول اللَّه a بمكة
عبد الله بن مسعود، اجتمع يوما أصحاب رسول اللَّه a فقالوا:
واللَّه ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قطّ، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبد
اللَّه بن مسعود: أنا. قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه
من القوم إذا أرادوه. قال: دعوني فإن اللَّه سيمنعني.. فغدا ابن مسعود حتى أتى
المقام في الضحى وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام ثم قال: ﴿ بسم الله
الرحمن الرحيم الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ [الرحمن: 1، 2]، ثم
استقبلها يقرؤها وتأمَّلوه يقولون: ماذا قال ابن أمَّ عبد؟ ثم قالوا: إنه ليتلو
بعض ما جاء به محمد. فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه وجعل يقرأ حتى بلغ ما شاء
اللَّه أن يبلغ ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثّروا بوجهه فقالوا: هذا الذي خشينا
عليك. قال: ما كان أعداء اللَّه تعالى أهون عليّ منهم الآن ولئن شئتم لأغادينهم
بمثلها غدا. قالوا: لا حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون[1].
ومنذ
ذلك الحين الذي أثبت فيه صدقك وإخلاصك وتضحيتك، وأنت دائم الصحبة لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
حتى كان الناس يظنون قرابتك منه، وقد قال أبو موسى يحدث عنك: (قدمت أنا وأخي من
اليمن فمكثنا حينا، وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لكثرة دخولهم
وخروجهم عليه) [2]، وقال: (والله لقد رأيت عبد الله وما أراه إلا عبد آل محمد a)
وقد
قلت تحدث عن نفسك، وعلاقتك برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: لما نزلت: ﴿لَيْسَ
عَلَى