وكنت تحذر من تسلل المنافقين إلى الغزوات لتحويل
الجهاد في سبيل الله إلى وسيلة للظلم والمغنم وتشويه الإسلام، فقال: (إنكم ستعانون
في غزوكم بالمنافقين) [2]
ولذلك
كنت مرجعا في التعرف على المنافقين، وقد حدث زيد بن وهب قال: (مات رجل من
المنافقين فلم يصل عليه حذيفة.. فقال له عمر: أمن القوم هو؟ قال: نعم فقال له عمر:
بالله منهم أنا قال: لا ولن أخبر به أحدا بعدك)[3]
وعن أبي البختري قال: (قال رجل: اللهم أهلك
المنافقين فقال حذيفة: (لو هلكوا ما انتصفتم من عدوكم) [4]
بل كنت
تعتبر ما آل إليه حال المسلمين ردة وكفرا، وليس مجرد نفاق، فقد روي عنك قولك: (ذهب
النفاق فلا نفاق، إنما هو الكفر بعد الإيمان)[5]
وحدث
بعضهم عنك، فقال: كنا مع حذيفة فأخذ حصى فوضع بعضه فوق بعض ثم قال لنا: انظروا ما
ترون من الضوء؟ قلنا نرى شيئا خفيا قال: والله لتركبن الباطل على الحق حتى لا ترون
من الحق إلا ما ترون من هذا[6].
وحدث
آخر عنك، فقال: ليوشكن أن يصب عليكم الشر من السماء حتى يبلغ