نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104
لكن حجر
بن عدي ذلك الوفي لم يكن من هؤلاء، بل كان إذا سمع ذلك قال: (بل إياكم فذمم الله
ولعن! ثم يقول، ويقول: (إن الله عز وجل يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ [النساء: 135]، وأنا
أشهد أن من تذمون وتعيرون لأحق بالفضل، وأن من تزكون وتطرون أولى بالذم)
وحينذاك
يرد المغيرة بقوة قائلا: (يا حجر، لقد رمي بسهمك، إذ كنت أنا الوالي عليك، يا حجر
ويحك! اتق السلطان، اتق غضبه وسطوته، فإن غضبة السلطان أحياناً مما يهلك أمثالك
كثيراً)
وهكذا
كان ينهاه كل مرة إلى آخر إمارته، حيث قام المغيرة فقال في علي وعثمان كما كان
يقول، وكانت مقالته ـ كما يذكر الطبري ـ: (اللهم ارحم عثمان بن عفان وتجاوز عنه،
وأجزه بأحسن عمله، فإنه عمل بكتابك، واتبع سنة نبيك a، وجمع كلمتنا، وحقن دماءنا،
وقتل مظلوماً؛ اللهم فارحم أنصاره وأولياءه ومحبيه والطالبين بدمه)، ثم يدعو على
قتلته.
فقام
حجر بن عدي، وقال بصوت عال: (إنك لا تدري بمن تولع من هرمك! أيها الإنسان، مر لنا
بأرزاقنا وأعطياتنا، فإنك قد حبستها عنا، وليس ذلك لك، ولم يكن يطمع في ذلك من كان
قبلك، وقد أصبحت مولعاً بذم أمير المؤمنين، وتقريظ المجرمين)
وحينها
معه أكثر من ثلثي الناس يرددون: (صدق والله حجر وبر، مر لنا بأرزاقنا وأعطياتنا،
فإنا لا ننتفع بقولك هذا، ولا يجدي علينا شيئاً)
بعد
تلك المقولة، واجتماع الناس عليها، دخل عليه أولئك المتاجرون بالدين المنعدمون
للوفاء، وقالوا ـ يحرضون المغيرة ـ: (علام تترك هذا الرجل يقول هذه
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104