نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 170
فقد ذكر المؤرخون أن قبائل زناتة وزواغة وسدراتة
وغياثة ومكناسة وغمارة وكافة القبائل الأمازيغية في المغرب الأقصى، وبعد أن رأوا
صفات إدريس الأكبر وأخلاقه العالية وعلمه العظيم راحوا يبايعونه، ويقومون معه بنشر
الإسلام وتعريف الناس به في كل المناطق التي لم تدخل الإسلام بعد.. لكن حقد هارون
وصل إليه عبر إرسال من قتله.
ولذلك كان دور إدريس الأكبر الدعوي هو الفتح الحقيقي،
وقد التفت به القبائل الأمازيغية بعد أن رأت فيه النموذج الحقيقي الذي يمثل
الإسلام.
لكن الطاغية هارون الذي لم يكن يفكر في نشر الإسلام،
وإنما كان يفكر في ملكه وفي الإتاوات التي تأتيه من المغرب والمشرق، راح يرسل له
من يقوم بقتله، متجاهلا تلك الأدوار الدعوية العظيمة التي كان يقوم بها هناك.
وقد قال حينها بعض الشعراء من الموالين لبني العباس
يذكر قتله، ويصور في نفس الوقت اليد الإجرامية لبني العباس، والتي لم تكن تتوقف
أبدا [1]:
أتظن يا إدريس أنك مفلت
كيد الخليفة أو يقيك فرار
فليدركنّك أو تحلّ ببلدة
لا يهتدي فيها إليك نهار
إن السيوف إذا انتضاها سخطه
طالت وتقصر دونها الأعمار
ملك كأن الموت يتبع أمره
حتى يقال تطيعه الأقدار
وصدق الشاعر فيما قال، فلم يكن إدريس أول أو آخر قتيل
من آل بيت النبوة يقوم هارون بقتله، وإنما قتل الكثير، ومنهم الإمام موسى الكاظم
الذي تتفق الأمة جميعا على صلاحه وتقواه وعلمه الغزير، وكونه إماما من أئمة بيت
النبوة، وكونه في نفس الوقت من