وقد عبر الشافعي عن هذه التهمة التي اتهم بها في تلك
الأبيات المشهورة عنه، والتي رواها الربيع بن سليمان عنه في قوله: (خرجنا مع
الشافعي من مكة نريد منى فلم ننزل واديا ولم نصعد شعبا إلا وهو يقول
لكن مع ذلك كله استطاع الطغاة والمستبدون أن ينشروا
النصب في الأمة، لتعادي أهل بيت نبيها، أو لتجمع بينهم وبين أعدائهم، لتعيش
التناقض بكل معانيه.
منتصرون رغم
المحن:
لم تجهض كل تلك الثورات سيدي.. بل استطاع الكثير منها
أن يؤتي ثماره، ولو بعد حين..
ولن أعدد لك أولئك الثوار الأبطال الذين نجحوا في
أداء أدوارهم في جميع بلاد العالم الإسلامي، ولكني سأقتصر على رجل منهم جعله الله
شمسا تشرق على المغرب، فتنشر فيها الإسلام الذي قصرت السيوف في نشره، أو شوهت
السيوف قيمه، فصرفت الناس عنه.
إنه إدريس الأول.. ناشر الإسلام الأكبر في المغرب..
ذلك الذي قال الامام الرضا ثامن أئمة أهل البيت في ابنه إدريس الثاني: (إدريس بن
إدريس ابن عبد اللّه من شجعان
[1]
الشافعي، محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي –
القاهرة، ص22.