نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104
عن ذلك وقال لأحمد بن حنبل: أنتم أعلم بالحديث منا فإذا صح
الحديث فأخبرني به حتى أذهب إليه شاميا كان أو بصريا أو كوفيا ولم يقل مكيا أو
مدنيا لأنه كان يحتج بهذا قبل. وأما علماء أهل الحديث كشعبة ويحيى بن سعيد وأصحاب
الصحيح والسنن فكانوا يميزون بين الثقات الحفاظ وغيرهم فيعلمون من بالكوفة والبصرة
من الثقات الذين لا ريب فيهم وأن فيهم من هو أفضل من كثير من أهل الحجاز ولا
يستريب عالم في مثل أصحاب عبد الله بن مسعود كعلقمة؛ والأسود؛ وعبيدة السلماني؛
والحارث التيمي وشريح القاضي ثم مثل إبراهيم النخعي؛ والحكم بن عتيبة وأمثالهم من
أوثق الناس وأحفظهم فلهذا صار علماء أهل الإسلام متفقين على الاحتجاج بما صححه أهل
العلم بالحديث من أي مصر كان وصنف أبو داود السجستاني مفاريد أهل الأمصار يذكر فيه
ما انفرد أهل كل مصر من المسلمين من أهل العلم بالسنة) [1]
وهكذا ـ يا آل بيت النبوة ـ أُبعدت الأمة عن محط الرسالة،
ومختلَف الملائكة، ومعادن العلم، وينابيع الحكم.. ولذلك لا نعجب أن يختلط عليها
أمر دينها، وأن يدب الصراع بينها، وأن تنتقل إليها كل تلك الأدواء التي أصابت ما
قبلها من الأمم.. فمن عزل الأستاذ، يستحيل أن يتعلم، ومن عزل الطبيب يستحيل أن
يشفى .. هذه سنة الله، و﴿لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ
تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَحْوِيلًا﴾ [فاطر: 43]