نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 84
المسلمين شيئا صغيرا أو كبيرا لأشدنّ عليك شدّة تدعك قليل الوفر، ثقيل الظهر،
ضئيل الأمر والسّلام)[1]
وقد كتبت إلى
بعض عمالك تقول: (وإن عملك ليس لك بطعمة ولكنه في عنقك أمانة، وأنت مسترعى لمن
فوقك. ليس لك أن تفتات في رعية، ولا تخاطر إلا بوثيقة، وفي يديك مال من مال الله
عز وجل، وأنت من خزانه حتى تسلمه إلي، ولعلي ألا أكون شر ولاتك لك، والسلام)[2]
بل إن الله
تعلى ابتلاك في ذلك بأقرب الناس إليك.. فقد جاءك أخوك عقيل من المدينة إلى الكوفة،
وقال لك: (تأخّر العطاء عنّا، وغلاء السعر ببلدنا، وركبني دين عظيم، فجئت لتصلني)،
فقلت له: (و الله ما لي مما ترى شيئا إلّا عطائي،
فإذا خرج فهو لك)، فقال: (أشخوصي من الحجاز إليك من أجل
عطائك؟ وماذا يبلغ مني عطاؤك؟! وما يدفع من حاجتي؟)، فقلت له: (هل تعلم لي مالا
غيره؟ أم تريد أن يحرقني الله في نار جهنم في صلتك بأموال المسلمين؟ وما بقي من
نفقتنا في ينبع غير دراهم مضرورة. واللّه يا أخي إني لأستحي من الله أن يكون ذنب
أعظم من عفوي أو جهل أعظم من حلمي، أو عورة لا يواريها ستري، أو خلّة لا يسدّها
جودي)
فلما ألحّ عليك
لم تملك إلا أن قلت لبعض من حضر: (خذ بيد أخي عقيل وانطلق به إلى حوانيت أهل
السوق، فقل له: دق هذه الأقفال. وخذ ما في هذه الحوانيت)
حينها قال
عقيل: (أتأمرني أن أكسر صناديق قوم قد توكّلوا على الله وجعلوا فيها أموالهم،
أتريد أن تتخذني سارقا؟!)
فقلت له: (أتأمرني
أن أفتح بيت مال المسلمين فأعطيك أموالهم، وقد توكّلوا على