نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 83
ومن تجليات
عدلك ـ سيدي ـ قسمتك العادلة لمال الأمة، فلم تكن تعتبر المال مالك، تتحكم فيه كما
تشاء، تصل به من تشاء، وتقطع من تشاء كما يفعل خصومك، وإنما كنت تعتبره مال الله،
وأنك خليفة فيه، وأن من واجبك إعطاءه لمستحقيه من غير تفريق بينهم.
لقد سألك
بعضهم أن تصله، فقلت له: (إنّ هذا المال ليس لي ولا لك، وإنّما هو
فيء للمسلمين وجلب أسيافهم، فإن شركتهم في حربهم كان لك مثل حظّهم، وإلّا فجناة
أيديهم لا تكون لغير أفواههم)[1]
وقد حفظ لنا
التاريخ من كتبك ما أرسلته إلى بعض ولاتك تقول له فيه: (انظر إلى ما اجتمع
عندك من مال اللّه، فاصرفه إلى من قبلك (عندك) من ذوي العيال والمجاعة، مصيبا به
مواضع الفاقة والخلّات (الحاجات) وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا)[2]
وكتبت لآخر
تقول: (بلغني عنك أمر، إن كنت فعلته فقد أسخطت إلهك، وعصيت إمامك: إنك تقسّم فيء
المسلمين الذي حازته رماحهم وخيولهم، وأريقت عليه دماؤهم، فيمن اعتامك (اختارك) من
أعراب قومك.. فو الذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لئن كان ذلك حقّا لتجدنّ لك عليّ
هوانا، ولتخفّن عندي ميزانا، فلا تستهن بحق ربّك، ولا تصلح دنياك بمحق دينك، فتكون
من الأخسرين أعمالا.. ألا
وإنّ حق من قبلك وقبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفيء سواء يردّون عندي عليه، ويصدرون
عنه)[3]
وكتبت إلى
آخر تقول: (إني أقسم باللّه
صادقا، لئن بلغني أنك خنت من فيء