responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44

وكان أول غيث عدالتك ـ سيدي ـ أنك لم تتول على الناس إلا برضاهم، وبعد إلحاحهم في الطلب.. لقد ذكرت ذلك، فقلت: (فما راعني إلا والناس إلي كعرف الضبع، ينثالون علي من كل جانب، حتى لقد وطىء الحسنان، وشق عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم.. فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وقسط آخرون، كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين﴾ [القصص:83].. بلى! والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها! أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز)[1]

هذه هي مقاصدك في تولي أمر المسلمين.. لا ما ذكر أعداؤك الذين نصبوا لك العداء.. والذين تصوروا لجهلهم بك أنك خرجت لأجل الدنيا، وأن زهدك لم يكتمل فيها[2].

وكيف تفعل ذلك.. وقد عرض عليك بعد وفاة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن تتولى أمر المسلمين، وجاءك العباس وأبوسفيان، وطلبا أن يبايعاك بالخلافة، بعد أن تمت البيعة لأبي بكر في السقيفة.. وكان يمكنك أن تقبلها، وأن تجد من يعينك عليها، ويساندك


[1] نهج البلاغة، خطبه 3 ص 48.

[2] ومنهم ابن تيمية الذي قال في كتابه [الخلافة والملك: ص28]: (ويستفاد من هذا أن مافعله عثمان وعلي من الاجتهاد الذي سبقهما بما هو أفضل منه أبوبكر وعمر، ودلت النصوص وموافقه جمهور الأمه على رجحانه، وكان سببه افتراق الأمه لايؤمر بالاقتداء بهما فيه، إذ ليس ذلك سنة الخلفاء، وذلك أن أبابكر وعمر ساسا الأمه بالرغبه والرهبه وسلما من التأويل في الدماء والأموال، وعثمان غلب الرغبه وتأول في الأموال، وعلي غلب الرهبه وتأول في الدماء، وأبوبكر وعمر كمل زهدهما في المال والرياسه، وعثمان كمل زهده في الرياسه، وعلي كمل زهده في المال)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست