نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 235
ابتدعه
وأنشأه، وأملى على أبى الاسود الدؤلى جوامعه وأصوله، من جملتها الكلام كله ثلاثة
أشياء: اسم وفعل وحرف. ومن جملتها: تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة، وتقسيم وجوه الاعراب
إلى الرفع والنصب والجر والجزم، وهذا يكاد يلحق بالمعجزات، لان القوة البشرية لا
تفي بهذا الحصر، ولا تنهض بهذا الاستنباط)
وهكذا كان
الأمر في خصائصك الخلقية والفضائل النفسانية والدينية..
أما الشجاعة:
(فإنه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحرب
مشهورة يضرب بها الامثال إلى يوم القيامة، وهو الشجاع الذى ما فر قط، ولا ارتاع من
كتيبة، ولا بارز أحدا إلا قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الاولى إلى ثانية)
وأما القوة
والأيد: (فبه يضرب المثل فيهما، قال ابن قتيبه في(المعارف): ما صارع أحدا قط إلا
صرعه. وهو الذى قلع باب خيبر، واجتمع عليه عصبه من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه، وهو
الذى اقتلع هبل من أعلى الكعبة، وكان عظيما جدا، وألقاه إلى الارض. وهو الذى اقتلع
الصخره العظيمة في أيام خلافته عليه السلام بيده بعد عجز الجيش كله عنها، وأنبط الماء
من تحتها)
وأما
السخاء والجود: (فحاله فيه ظاهرة، وكان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده، وفيه أنزل ﴿وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ [الإنسان:8]،
وروى المفسرون أنه لم يكن
يملك إلا أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم
علانية، فأنزل فيه: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون﴾ [البقرة:274]، وروي عنه أنه كان يسقي بيده لنخل قوم من
يهود المدينة، حتى مجلت يده، ويتصدق بالاجرة، ويشد على بطنه حجرا. وقال الشعبى وقد
ذكره عليه السلام: كان أسخى الناس، كان على
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 235