نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
بالعمل به غيركم.. واللّه، اللّه في الصّلاة! فإنّها عمود دينكم.. واللّه،
اللّه في بيت ربّكم! لا تخلّوه ما بقيتم؛ فإنّه إن ترك لم تناظروا.. واللّه، اللّه
في الجهاد! بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل اللّه، وعليكم بالتّواصل والتّباذل،
وإيّاكم والتّدابر والتّقاطع)
ثم رحت
توصيهم بمواصلة مسيرتك من بعده، حتى لا يسيطر الدجالون على الدين، فينحرفوا به عن
مساره.. لقد قلت لهم: (لا تتركوا الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر؛ فيولّى عليكم
شراركم، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم)
مواعظه لأصحابه:
هذا بعض ما
وصلنا من وصاياك لابنيك الطاهرين ريحانتي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وسيدي شباب أهل الجنة.. أما وصاياك ومواعظك لأصحابك ومن تبعك في زمنك أو بعده، فهي
كثيرة جدا.. بل كل كلمة من كلماتك وصية وموعظة لهم.
ومن جملة تلك
الوصايا والمواعظ ما حدث عنه تلميذك النجيب نوف البكاليّ، فقال: رأيت أمير المؤمنين ذات ليلة وقد
خرج من فراشه، فنظر في النّجوم، فقال لي: يا نوف، أراقد أنت أم رامق؟ فقلت: بل
رامق.. قال: (يا نوف، طوبى للزّاهدين في الدّنيا، الرّاغبين في الآخرة، أولئك قوم
اتّخذوا الأرض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والقرآن شعارا، والدّعاء دثارا،
ثمّ قرضوا الدّنيا قرضا على منهاج المسيح.. يا نوف، إنّ داود عليه السّلام قام في
مثل هذه السّاعة من اللّيل، فقال: إنّها لساعة لا يدعو فيها عبد إلّا استجيب له،
إلّا أن يكون عشّارا، أو عريفا، أو شرطيّا) [1]
وقد وصلنا في
الروايات أنك سمعت رجلا من أصحابك يذمّ الدّنيا، فقلت له: (أيّها الذّامّ للدّنيا،
المغترّ بغرورها، المخدوع بأباطيلها، أ تغترّ بالدّنيا ثمّ تذمّها؟ أنت