نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 59
وهو
السعادة والشقاوة الثابتتان بالمقاييس اللتان للانفس)[1]
2. أن
الخلود ليس فردياً، بل إن النفوس البشرية بعد الموت تتحد بعقل الإنسانية الشامل
والمعبر عنه بالعقل الفعال، ويشبه ذلك الضوء حيث ينقسم بانقسام الاجسام المضيئة،
ثم يتحد عند انتفاء الاجسام، وكذا الامر في النفوس مع الابدان، اذ تتحد بانتفاء الأخيرة،
وقد حكاه ابن رشد عن الفلاسفة المشائين.
3. أن
المعاد الجسماني يعبر عن عالم وسيط وجامع بين العالمين الحسي والعقلي، وهو عالم
الخيال والمُثل المعلقة، فهو يجمع صور جميع الموجودات العقلية والحسية. وتتصف هذه
المُثل بأنها خارجية منفصلة عن النفس في عالم التجرد والآخرة، على شاكلة ما كان
يقوله أفلاطون مع بعض الفوارق، حيث أن المُثل الافلاطونية نورية ثابتة، بينما
المُثل المعلقة على صنفين، فمنها المستنيرة للسعداء، كما منها الظلمانية للأشقياء..
وفي جميع الاحوال فإن المُثل المعلقة ليست حالّة في قوام مادي، كما إنها ليست
خيالات نفسية داخلية، وهو أمر يتسق مع نظريته النورية في الشهود والحضور، حيث في
هذه الحالة تكون النفس مدركة لتلك ‹البرازخ› من المُثل إدراكاً حضورياً بالشهود،
وهذا ما تبنته الفلسفة الإشراقية للسهروردي.
4. أن
هناك أنواعاً متعددة من المعاد للممكنات الوجودية حسب مراتبها؛ تصل الى ستة أنواع،
وتتصف أغلب هذه المعادات بأنها صورية وقائمة بحسب اعتبارات نظرية الاتحاد، فكل شيء
يتحد بما يناسبه، ومن بين هذه المعادات هناك المعاد الخاص بالإنسان والذي بدوره
يشتمل على عدد من المعادات بحسب مقاماته ومراتبه.