نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 536
بهذا المعنى إشكالاً البتة. على أن هذا الإشكال
لو تم لورد في مورد العذاب المؤقت المنقطع في الآخرة، بل في الدنيا أيضاً)
[1]
هذه أهم الإجابات التي أجاب بها العلامة
الطباطبائي، والتي نرى أنه يمكن اختصارها جميعا فيما يدل عليه قوله تعالى:﴿ وَلَوْ رُدُّوا
لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾
(الأنعام: 28)
وقريب
منه ما أجاب به بديع الزمان النورسي في تعليل سر كون الكفر
علة للخلود في العذاب، وهو نفسه ما ينطبق على غيره من العلل التي وردت بها النصوص
المقدسة، وقد قال النورسي في ذلك:(أيها الإنسان! إن فيك جهتين: الأولى: جهةُ
الإيجاد والوجودِ والخير والإيجابية والفعل.. والأخرى: جهةُ التخريب والعدم والشر
والسلبية والانفعال.. فعلى اعتبار الجهة الأولى (جهة الإيجاد) فإنك أقلُّ شأنا من
النحلةِ والعصفور وأضعفُ من الذبابة والعنكبوت. أما على اعتبار الجهة الثانية (جهة
التخريب) فباستطاعتك أن تتجاوز الأرضَ والجبالَ والسماوات، وبوسعِكَ أن تحمل على
عاتقك ما أشفقنَ منه فتكسبَ دائرةً أوسعَ ومجالا أفسحَ؛ لأنك عندما تقوم بالخير
والإيجاد فإنك تعمل على سعةِ طاقتك وبقدْر جهدك وبمدى قوتك، أما إذا قمتَ
بالإساءةِ والتخريب، فإن إساءتكَ تتجاوز وتستشري، وإن تخريبَك يعمّ وينتشر)[2]
ويضرب
المثل على ذلك من الواقع بأن الانسان يستطيع هدمَ بيتٍ في يوم واحد الاّ أنه لا
يستطيع أن يشيّده في مائة يوم، ومثل ذلك الكفر، فهو سيئة واحدة، ولكنها (تُفضي إلى
تحقير جميع الكائنات وازدرائها واستهجانها، وتتضمن أيضا تزييف جميع الأسماء
الإلهية الحسنى وإنكارها. وتتمخّض كذلك عن إهانة الإنسانية وترذيلها؛ ذلك لأن لهذه