responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 534

العذاب المنقطع أيضاً حتى أنواع العذاب الدنيوي.

ومن الإشكالات التي أجاب عنها، ما ذكره المخالفون من (أن العذاب إنما يكون عذاباً إذا لم يلائم الطبع فيكون قسراً، ولا معنى للقسر الدائم، فكيف يصح وجود عذاب دائم؟)[1]

فقد أجاب عن ذلك بقوله: (يجب أن يعين معنى عدم ملائمة الطبع، فانه تارة بمعنى عدم السنخية بين الموضوع والأثر الموجود عنده، وهو الفعل القسري الذي يصدر عن قسر القاسر، ويقابله الأثر الملائم الذي يصدر عن طبع الشيء إذا اقترن به آفات سم رسخت فيه، فصارت صورة في الشيء، وعاد الشيء يطلبه بهذا الوجود، وهو في عين الحال لا يحبه، كما مثّلنا فيه من مثال الماليخوليائي، فهذه الآثار ملائمة لذاته من حيث صدورها عن طبعه الشقي الخبيث، والآثار الصادرة عن الطباع ملائمة، وهي بعينها عذاب لصدق حد العذاب عليها، لكون الشيء لا يرتضيها، فهي غير مرضية من حيث الذوق والوجدان في كونها مرضية من حيث الصدور)[2]

ومن الإشكالات (أن العبد لم يذنب إلّا ذنباً منقطع الآخر، فكيف يجازى بعذاب دائم؟)[3]

وقد أجاب عنه بأن العذاب ترتب أثر غير مرضي على موضوعه الثابت حقيقة، وهو صورة الشقاء، فهذا الأثر معلول الصورة الحاصلة بعد تحقق علل معدة، وهي المخالفات المحدودة، وليس معلولاً لتلك العلل المعدة المحدودة حتى يلزم تأثير المتناهي أثراً غير متناه، وهو محال، نظير تصور المادة بالصورة الانسانية بتوسط علل معدة، ولا معنى أن يسأل


[1] تفسير الميزان (1/ 239)

[2] المرجع السابق، (1/ 239)

[3] المرجع السابق، (1/ 239)

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست