نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 424
الاكتئاب
الشديد، بل الانتحار المصاحب له، من ناس ممتلئين بالرفاه، وكل ألوان النعيم، في
نفس الوقت الذي نرى فيه البسطاء يمرون بالأزمات الصعبة، ومع ذلك نراهم يتحملون، بل
نجدهم أحيانا كثيرة يضحكون منشغلين عنها بما أودع الله في قلوبهم من الفرح الذي لا
سبب له.
وقد
أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ
أَضْحَكَ وَأَبْكَى﴾ [النجم: 43]، أي أن الله تعالى هو مسبب هذين
الانفعالين وخالقهما، ومرسلهما لمن شاء من خلقه.
وأشار
إليه كذلك قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ
مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124]، فضنك العيش لا يعني ضيقه الحسي، وإنما يعني
الضيق المعنوي، والآلام النفسية المصاحبة له.
وبناء
على هذا؛ فإن الله تعالى صاحب خزائن الفرح والحزن، ينزل في دار الجزاء على عباده
من الفرح والحزن بما يتناسب مع أعمالهم ومواقفهم التي وقفوها في الدنيا..