نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 423
لكنه ـ بسبب العشى الذي أحاط ببصيرته ـ لم
يعرف الجنة إلا من خلال ذلك الوعظ البارد الذي يستعمله بعض عوام الوعاظ والدعاة
بعيدا عن الحقائق التي وردت في النصوص المقدسة، ولذلك توهم أن الجنة مجرد دار
للمتع الجسدية وحدها.
وهكذا بالنسبة للعقاب الذي يتعرض له
المسيئون، فهو ـ مع كونه عقابا إلهيا عادلا ـ إلا أنه لا يخلو من أمثال تلك
المجالس التي يراجع فيها أولئك الذين استحقوا العقاب ما فعلوه، ليكون ـ للمستعدين
للصلاح منهم ـ دروسا مفيدة قد تخفف عنهم العذاب، أو قد تخرجهم منه.
فالنار ـ كما ورد في النصوص المقدسة ـ وكما
سنرى لاحقا، هي دار لإعادة التربية والإصلاح، وليست للتشفي والانتقام، فالله تعالى
برحمته الواسعة، وبكماله المطلق يتعالى عن التشفي والانتقام.
ولهذا
كانت العقوبات المعنوية التي سنذكر بعض ما ورد منها نوعا من الدروس التي تحاول أن
تخرج ما في قلوب أولئك الجهلة من ضلال وانحراف، ليبقى مصيرهم مرهونا بذلك.
بناء
على هذه المقدمات، نحاول في هذا المبحث ذكر ما ورد في النصوص المقدسة من أنواع
الجزاء المعنوي المرتبط بالمحسنين والمسيئين، وقد رأينا ـ من خلال الاستقراء ـ
إمكانية تقسيمه إلى أربعة أنواع، سنشرحها في العناوين التالية.
1 ـ الفرح والحزن:
من أهم أنواع الجزاء المعنوي التي يجازي الله
تعالى بها عباده المحسنين والمسيئين مشاعر الفرح والحزن، التي قد تكون بأسباب
ظاهرة معروفة، وقد تكون من دون أسباب.. ذلك أن الله تعالى كما خلق النعم الحسية،
خلق النعم المعنوية، وجعل لها استقلالا بذاتها.ولهذا قد يحزن الشخص ويتألم مع كونه
يعيش أرغد عيش، ولهذا نسمع عن حالات
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 423