وقد
وصف الإمام الصادق ذلك، فقال: (يذكر العبد جميع ما عمل، وما كتب عليه، حتى كأنه
فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة
إلا أحصاها)[1]
وقد
يكون لتلك الآيات الكريمة إشارة إلى تنبيه الذاكرة تنبيها قويا بحيث تستعيد أحداثا
بعينها، وبدقة عالية، وكأنها تراها أول مرة، وهو ما توصلت العلوم الحديثة إلى
إمكانيته، وإن كانت لا تزال المسافة كبيرة بينها وبين تحقيقه في الواقع، لعدم
قدرتها على التعرف على الخارطة التي تسجل فيها الذكريات.
وقد
روي عن الإمام الصادق ما يشير إلى هذا، فقد قال: (إذا كان يوم القيامة دفع للإنسان
كتاب، ثم قيل له: اقرأ) قلت: فيعرف ما فيه؟ فقال: (إنه يذكره، فما من لحظة ولا
كلمة ولا نقل قدم ولا شيء فعله إلا ذكره، كأنه فعله تلك الساعة، ولذلك قالوا: ﴿يَاوَيْلَتَنَا
مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا
أَحْصَاهَا﴾ [الكهف: 49]) [2]
وقد
ورد في النصوص المقدسة كذلك ما يدل على أن كل الأعمال ستحضر، مهما كان نوعها، وأن
ذلك ﴿ الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا
أَحْصَاهَا﴾ [الكهف: 49]
وقد
ورد في الروايات والآثار ما يدل على هذا، فقد روي أنه يكتب على الإنسان كل شيء حتى
الأنين في مرضه، وقد ذكر عن بعضهم أنه كان يئن في مرضه، فقيل له: يكتب الملك كل
شيء حتى الأنين، فلم يئن حتى مات[3].