نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 180
منصور
ـ وهو من المنكرين لعذاب البرزخ ـ بعد إيراده لها إلا أن يسلم بها، لكنه راح يحتال
عليها بكون عذاب البرزخ مرتبطا فقط بآل فرعون، ولسنا ندري ما وجه التخصيص، مع أن
القرآن الكريم يعتمد الأمثال والنماذج ليقرر الحقائق، والعاقل هو الذي يفهم
الحقائق بإطلاقها، لا ذلك الذي يقصرها على شواهدها.
ومنها
قوله تعالى: ﴿فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ
يُصْعَقُونَ يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا
يَعْلَمُونَ ﴾ [الطور:45 - 47]، وهذا يحتمل أن يراد به عذابهم بالقتل وغيره
في الدنيا، وأن يراد به عذابهم في البرزخ، وهو أظهر، لأن كثيراً منهم مات ولم يعذب
في الدنيا، أو المراد أعم من ذلك.
وغيرها
من الآيات الكريمة التي تتوعد الظلمة بالعذاب الشديد، وهي تنطبق على جميع المراحل
التي يمر بها الإنسان في حياته، ابتداء من حياته الدنيا.. والتي جعل الله فيها
الكثير من أنواع العذاب للظلمة، والتي قد لا يشعر بها غيرهم، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ
أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124]
2.
الكفر والنفاق: ويشير إليه قوله تعالى: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ
الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ
لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ
يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ [التوبة: 101]، فقوله: (سَنُعَذِّبُهُمْ
مَرَّتَيْنِ) يشير إلى أن أحدهما في الدنيا، والآخر في البرزخ، كما ذكر ذلك
المفسرون.
وقد
رأينا سابقا ما ورد من العذاب الذي يلقاه هذان الصنفان، وقد ورد التصريح
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 180