نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141
بأنه ورد بسند فيه لين، وذكره الرافعي
في تاريخ قزوين عن الطوالات لأبي الحسن القطان، بسنده برجال موثقين إلى ضمرة بن
حبيب قال: فتان القبر أربعة: منكر ونكير وناكور وسيدهم رومان، وهذا الوقف له حكم
الرفع، إذ لا يقال مثله من قبل الرأي فهو مرسل)[1]
وقد ورد في الروايات ـ عند الفريقين ـ
ما يدل على أن أمثال هذه الأسئلة لا تطرح لكل الموتى، ولا لكل الأمم، وإنما لمن
قامت عليهم الحجة، وأرسل إليهم الرسل، ووردتهم البينات الدالة على صدقه؛ ففي
الحديث قال a: (إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلو لا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم
من عذاب القبر الذي أسمع منه)[2]
وقد قال ابن عبد البر معلقا على أمثال
تلك الروايات: (الآثار الثابتة في هذا الباب إنما تدل على أن الفتنة في القبر لا
تكون إلا لمؤمن أو منافق، ممن كان في الدنيا منسوباً إلى أهل القبلة ودين الإسلام،
ممن حقن دمه بظاهر الشهادة. وأما الكافر الجاحد المبطل فليس ممن يسأل عن ربه ودينه
ونبيه، وإنما يسأل عن هذا أهل الإسلام)[3]
وقال الصنعاني مبينا السر في ذلك: (واعلم
أنه قد وردت أحاديث على اختصاص هذه الأمة بالسؤال في القبر دون الأمم السالفة.قال
العلماء: والسر فيه أن الأمم كانت تأتيهم الرسل، فإن أطاعوهم فالمراد، وإن عصوهم
اعتزلوهم وعولجوا بالعذاب. فلما أرسل الله محمداً a رحمة
للعالمين أمسك عنهم العذاب وقَبِل الإسلام ممن أظهره سواء أخلص أم لا، وقيض الله
لهم من يسألهم في القبور ليخرج الله سرهم بالسؤال، وليميز الله الخبيث من الطيب)[4]