نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 140
فيقول:
اختمها بظفرك وعلّقها في عنقك إلى يوم القيامة كما قال الله تعالى: ﴿
وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ﴾ [الإسراء: 13])[1]
وهذا
الحديث يصور ما يحصل بصورة تقريبية، لأنه لا يمكن لمن في هذا العالم أن يعرف حقيقة
ما يجري في ذلك العالم بكل دقة، والغرض الذي سقناه من أجله هو في قول الملك
للإنسان: (يا خاطئ ما تستحي من خالقك حين عملته في الدنيا فتستحي الآن)
وهذه
الكتابة تشبه ما يطالب به المحققون في المباحث المجرمين من كتابة جرائمهم،
وتوضيحها بكل دقة، ليكون الاعتراف مقدمة للجزاء والعقوبة.
وللأسف،
فإن البعض من النقاد لا ينظرون للمعاني التي تحويها أمثال هذه الأحاديث، وإنما
يتعجبون من الكتابة على الكفن، ونحو ذلك، بل إن بعضهم يشكل على الحديث بأنه لو
حصلت تلك الكتابة، لرأيناها في الكفن.. وهذا من عدم فهم ما يجري في ذلك العالم،
وكيفيته، كما سنرى ذلك إن شاء الله في المطلب التالي لهذا.
ومن
الأحاديث الواردة في الاختبارات المرتبطة بعالم البرزخ قوله a: (إن هذه الأمة تبتلى في
قبورها فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه، جاء مَلَكٌ شديد الإنتهار فيقول
له: ما كنت تقول في هذا الرجل)[2]
ولهذا
نرى الأحاديث المرتبطة بهذه الاختبارات تذكر ملائكة آخرين غير منكر ونكير.. وهو
يدل على أن لكل مرحلة الملائكة المكلفين بها، مثلما يحصل في الدنيا، من توكيل كل
علم إلى أساتذته المختصين فيه.
وقد قال الكتاني يذكر بعض ما ورد في
هذا: (فَتَّانُو القبر أربعة منكر ونكير وناكور، وسيدهم رومان..وإن الحافظ ابن حجر
سئل: هل يأتي الميت ملك إسمه رومان؟ فأجاب