responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 99

والتي اُستغل بسببها الطب وعلوم كثيرة، لتحويل الشيوخ إلى شباب، والعجائز إلى صبايا.. وكأن الحياة ليس سوى تلك الصورة الحسية التي اختصرت فيها، وجثا الخلق راكعين وساجدين بين يديها.

فلذلك ارحل يا بني من كل هذه العوالم الممتلئة بالعُقد.. لترى حقيقة عالم الصور.. وتخرج من الأوهام المرتبطة بها..

فما تراه من صور ليس سوى أقنعة للروح.. وهي أقنعة قد تكون متناسبة معها، أو لا تكون متناسبة معها.. فلذلك لا يغرنك جمال المظهر، فتغفل عن المخبر.. وتذكر قول الشاعر:

على وجه مي مسحة من ملاحة

وتحت الثياب العار لو كان باديا

ألم تر أن الماء يخبث طعمه

وإن كان لون الماء أبيض صافيا

بل تذكر قوله تعالى، وهو يصف المنافقين: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } [المنافقون: 4]

والمنافقون ليسوا أولئك الذين عاصروا رسول الله a فقط.. بل هم موجودون في كل الأزمنة.. فكم سعى الخلق خلف خطباء النفاق والفتنة، أو علماء الدجل والبهتان، لا لأثارة من علم، أو بقية من حكمة، وإنما لصباحة في وجوههم، وفصاحة في ألسنتهم.. فسقوهم منها كل ألوان الكدر والضلالة.

فاحذر أن تغفل بالصورة عن الحقيقة.. فالله ما خلق الصور في هذا العالم إلا ليختبرنا بها.. هل نرى الحقائق، ونكتفي بها.. أم نسعى بأهوائنا إلى تلك الصور التي زينت لعيوننا، فنحجب بها عما يختبئ خلفها من الحقيقة؟

احذر يا بني أن تفقد آخرتك بتلك الزينة التي زينت بها تلك الصور.. أو الفتنة

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست