responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 98

صور

لعلك ـ يا بني ـ شاهدت ذلك الاهتمام الشديد من البشر بعالم الصور.. وهو من العوالم التي اقتضاها اسم الله المصور.. ولولاه لم يكن لهذا العالم وجود.. فكل صورة في الكون من تصوير الله.. كان ذلك في البشر أو في الحجر أو في الشجر.. وكان ذلك التصوير جميلا أو دميما.. فكل صورة في الكون ترجع للبارئ المصور الذي اختار لها ذلك الشكل، وتلك التقاسيم.

ولذلك احذر أن تحجبك الصور عن المصور.. أو تحجبك الأشكال عن مبدعها الذي أبدعها على ذلك الشكل، وكان في إمكانه ولا يزال تحويلها إلى أي شكل شاء، أو أي صورة أراد.

لعلك قرأت في ذلك قوله تعالى، وهو يخاطب الإنسان الممتلئ بالغرور: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار: 6 - 8]

أتدري يا بني لم ربط الله تعالى الصور بالغرور.. ولم نبه أولئك المغترين إلى أن عالم الصور بيده.. وأنه هو الذي يصور من يشاء كيف يشاء؟

إن الله ربط ذلك بذلك تنبيها إلى تلك الجاهلية الأولى التي كانت تميز الناس على أساس أشكالهم وألوانهم وهيئات أبدانهم.. وهي نفس الجاهلية التي نشأ عنها الاستعمار والاستكبار وكل أصناف الظلم.. وهي لا تزال سارية في أولئك الذين يعبدون الصور، ويملأون بها صفحات الجرائد والمجلات وواجهات المحلات.. لتُعبد جميعا من دون الله.

وهي لا تزال سارية في تلك المحلات الكثيرة التي أنشئت لتغيير خلق الله،

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست