responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42

أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 96]

والآيات الكريمة تشير إلى نوعين من الحياة.. الحياة الدنيا التي نعيشها بهذه الأجساد الممتلئة بالآفات والمنغصات والكدورات.. والحياة التي يحياها الموتى الصادقون، والممتلئة بالسعادة والقوة والفرح.

ولو أنك يا بني رأيت ذلك الصديق الذي حزنت على وفاته، بعد أن خلع عنه جلباب جسده، لفرحت له فرحا عظيما.. ولعلمت أن الله تعالى ما اختار له الموت إلا ليريحه، ويبدله جسدا خيرا من جسده، وحياة خيرا من حياته.. والله لا يريد لنا إلا الخير.

إن مثل ذلك يا بني مثل رجل يملك مطية متهالكة فانية لا تكاد تقطع به الطريق.. ثم أُبدل بأخرى أقوى وأسرع.. فهل يحزن على مطيته القديمة، أم يغمره السرور لمطيته الجديد؟

وهكذا أجسادنا ـ يا بني ـ فإنها ليست سوى مطايا لأرواحنا تستعملها في هذه الحياة الدنيا.. لتؤدي خدمتها الإلزامية، وتكليفها الشرعي، وبعدها تمتطي من المطايا ما يفوق تلك المطية المتهالكة بكثير.

إن أجسادنا يا بني لا تختلف عن أظافرنا وشعرنا الذي نلقيه عندما نتضايق من طوله.. وهكذا عندما نتضايق من علل جسدنا يرميه الله عنا، ويبدلنا جسدا أقوى وأصح وأجمل وأكمل من أجسادنا.

ولا تحزن يا بني على الأرزاق التي كان صديقك يتناولها .. فهي موجودة هناك أيضا .. فيستحيل على الرزاق الذي رزق عالم الحياة الدنيا ألا يرزق عالم الحياة الأخرى.

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست