ومنها فيروس
يسمى أكل الربا، وقد ذكر الله تعالى خطره على صاحبه، حيث يوهمه أن له القوة على
محاربة الله؛ فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا
بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا
فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 278، 279]
وذكر الجنون
الذي يسببه هذه النوع من الفيروسات، فقال: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا
يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ
الْمَسِّ} [البقرة: 275]
ومنها فيروس
يسمى [الرشوة]، وقد ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
خطره؛ فقال: (من ولي عشرة فحكم بينهم بما أحبّوا، أو بما كرهوا جيء به مغلولة يده،
فإن عدل، ولم يرتش، ولم يحف فكّ الله عنه، وإن حكم بغير ما أنزل الله وارتشى،
وحابى فيه شدّت يساره إلى يمينه ثمّ رمي به في جهنّم، فلم يبلغ قعرها خمسمائة عام)[1]
وقال محذرا بعض
عماله بعد أن رآه قد تناول منها شيئا يسيرا: (ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم
وهذا أهدي لي! أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمّه حتّى ينظر أيهدى إليه أم لا؟
والّذي نفس محمّد بيده، لا ينال أحد منكم منها شيئا إلّا جاء به يوم القيامة يحمله
على عنقه، بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر)، ثمّ رفع يديه الشريفتين،
وقال: (اللهمّ هل بلّغت؟.. اللهمّ هل بلّغت؟)[2]