بالروح، وبالصلة
مع الله، فقال(من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين يوما)[1]
ومن الفيروسات
المتولدة من الفيروس السابق فيروس يسمى [أكل مال اليتامى]، وهو فيروس لا يشمل
الاستيلاء على تلك الأطعمة المعدة لمن فقدوا آباءهم فقط، وإنما يشمل أيضا كل
استعمال خاطئ لكل طعام معدّ لأي فرد من أفراد الرعية قلّوا أو كثروا، وقد قال الله
تعالى مبينا خطورة هذا الطعام على صحة الروح، وصحة الأجساد التي تنتظرنا لنلبسها: {إِنَّ
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي
بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } [النساء: 10]
ومنها فيروس
يسمى [أكل المال بالباطل]، وقد ذكره الله تعالى، فقال: { وَلَا تَأْكُلُوا
أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ
لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ } [البقرة: 188]
وذكره رسول الله
a محذرا؛ فقال: (إنّ ممّا أخاف عليكم من بعدي ما
يفتح عليكم من زهرة الدّنيا وزينتها)؛ فقيل له: يا رسول الله، أو يأتي الخير
بالشّرّ؟ فسكت النّبيّ a هنيهة، ثم قال: (إنّه
لا يأتي الخير بالشّرّ، وإنّ ممّا ينبت الرّبيع يقتل أو يلمّ، إلّا آكلة الخضراء،
أكلت حتّى إذا امتدّت خاصرتاها استقبلت عين الشّمس فثلطت ورتعت، وإنّ هذا المال
خضرة حلوة، فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السّبيل، وإنّ من
يأخذه بغير حقّه كالّذي يأكل ولا يشبع، ويكون شهيدا عليه يوم القيامة)[2]
ومنها فيروس
يسمى [الكنز]، وهو فيروس يجعل صاحبه مقدسا للأموال؛ فيخزنهما أحوج ما يكون الخلق
إليها، فيحرمهم، ويحرم نفسه منها، وقد ذكر الله تعالى
[1]
الطيالسي (1901) ، وعبد الرزاق (17058) و (17059) ، وأحمد 2/35، والترمذي (1862) ،
وأبو يعلى (5686)