وكان يتربع قمة المواجهين لنا الفيلسوف الألماني
(شيلر) (1874-1928م) الذي تقوم فلسفته على الصلة بين الفكر الديني والميتافيزيقي
والعملي وبين الحياة الإجتماعية والعلمية والسياسية والإقتصادية، كما تبين فلسفته
أن القيم الأخلاقية حقائق ثابتة[1]، وهو خلاف ما كنا ندعوا إليه.
ولكن أكبر من
قام في وجهنا والثورة علينا وتحطيم أسطورتنا فهو أنتم المسلمون.. لقد بذلنا كل
جهودنا لتستسلموا.. لكن لم تفعلوا.
قلت: وأخيرا
سقطتم.. ولم تدرك أنت ذلك السقوط.
قال: لقد كنت
أشم نذره.. نحن نعلم صدق وعد الله بهلاك الطغاة والمستبدين.. فلذلك كنا ننتظر في
كل لحظة ذلك السقوط.
قلت: فلماذا
لم تتراجعوا عن آرائكم.. وتؤسسوا لحياة صحيحة كريمة.
قال: ألا
يعرف الشيطان الحق؟
قلت: بلى..
هو يعرف الله، ويعرف ما ينتظره يوم البعث الأكبر.
قال: فلم لم
يترك جبروته وطغيانه؟
قلت: الحسد
والكبر الذي ملأ نفسه منعه من ذلك.
قال: فقد
رجعت إلى ما قال معلمك من أن كل الصراعات الخارجية منطلقة من الصراعات النفسية.
قلت: هذا
صحيح.. فحدثني كيف سقطتم؟.. وكيف انهارت دولتكم ذلك الانهيار المريع.. وبتلك
السرعة الخاطفة.
قال: لقد اغتنمنا
فرصا كثيرة لنصعد.. لم نضيع أي فرصة، كما تفعلون أنتم.. لقد